الاثنين، 9 يونيو 2014

أهمية العقيدة وتدرسيها

1- أهمية العقيدة وتدرسيها



هل نعلم أولادنا الفضيلة، بلا إيمان، ونتركهم لمحاربات الشكوك؟

هل التعزية الروحية تكون على حساب الإيمان؟ وما موقفنا من حرب الشكوك؟

مقدمة

في وقت ما، ربما منذ أكثر من ثلاثين سنة، اتهمنا بعض الطوائف، أن تدريسنا العقيدة للناس يكون على حساب روحياتهم، وأن عظاتنا ليست خلاصية، وأنهم يسمعون الكلام في العقيدة فلا يتعزون، وأن التعزية لا تأتى إلا تأتى إلا بترك المنهج العقيدي إلى المنهج الروحي أو (الخلاصي) بحسب تعبيرهم!!

وفى (بساطة) الأقباط، تركنا تدريس العقيدة، وبدأنا في الكلام عن الروحيات، جاريناهم في الطريقة (الخلاصية) فلما وجدنا هكذا، صاروا يدرسون العقيدة في عمق، بحسب مفاهيمهم، يجعلون الكبار والصغار يحفظون آيات معينة، يفسرونها لهم بريقة خاصة. تحولت مواعظهم الخلاصية إلى موضوعات عقائدية بحتة. والمنهج العقلي الذي انتقدوه، اندمجوا فيه إلى أبعد الحدود.

وتنبهت الكنيسة للعملية كلها، وكيف بدأت وتحولت وتطورت.

ورأت الكنيسة أولادها أمام مجموعات ضخمة من الشكوك، توجه إلى الإيمان، من داخل ومن خارج..

وكان لابد أن تعمل عملًا. والعمل بدأ من رئاسة الكنيسة. ولكنه لابد أن ينتشر في كل مكان، من أجل الإيمان..

ووجد أولادنا أنفسهم أمام شكوك لم تدرس لهم في مدارس التربية الكنسية، ولا في اجتماعات الوعظ في الكنيسة، ولم يجدوا مؤلفات تقدم ردودا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). بل زحفت التعاليم الغربية حتى إلى بعض الذين يقومون بالتعليم داخل الكنيسة!!

إن الدين ليس هو مجموعة من الفضائل. فالفضائل توجد حتى عند غير المؤمنين، عند البراهما والبوذيين وغيرهم.. ولكن الدين أولا هو عقيدة وإيمان ومن هذا الإيمان تنبع الفضائل، ويكون لها وضع روحي غير وضع الفضائل عند غير المؤمنين..

(والخلاص) وإن كان يتعلق بروحيات الإنسان، وإلا أنه عقيدة لها أسسها وهذه العقيدة تؤثر على طابع الروحيات..

ولذلك فإن الكنيسة ستعمل بكل جهدها، على تعميق مفاهيم أعقيدة في أبنائها منذ بداية طفولتهم، حتى إذا شبوا لا تتعبهم الشكوك والمحاربات الفكرية التي من الخارج..

الآباء والأمهات عليهم مسئولية كبيرة في هذا المجال..

وينبغي أن تدرك الأم مدى مسئوليتها كإشبين لطفلها، تسلمته من الكنيسة يوم العماد لتربيته في حياة الإيمان السليم..

والمسئولية تقع أيضا على مدارس التربية الكنسية التي ينبغي أن تتعدل مناهجها وتتفق والقيام بهذه الرسالة.

وهناك مسئولية أيضًا على الآباء الكهنة، وعلى الوعاظ، والمهتمين بقيادات الشباب، وكل من له مهمة التعليم..

الطفل نقدم له الإيمان بطريقة التسليم، وفي المراحل المتقدمة يأخذ التعليم أسلوب التفهيم. وفي كل الفترات نجعل أولادنا يحفظون العقيدة والآيات. وفي المرحلة الثانوية والجامعية، يدخل أبناؤنا في المرحلة الجدلية التي تحتمل مناقشة الآراء المعارضة والشكوك.

ويشمل تدريسنا المنهجين معا، العقيدي والروحي، والإيمان والفضيلة، العقل والقلب، والإنسان كله، لكي يكون منهجا متكاملا.

اهتمامنا بالإيمان والعقيدة لا ينسينا الحياة الروحية والسلوك. والاهتمام بالفضيلة لا ينسينا الإيمان.. افعلوا هذه ولا تتركوا تلك. فالتطرف في احد الطريقتين له أخطاؤه وأخطاره.

وفيما ندرس الإيمان لا نكون عقلانيين، وإنما روحيين أيضا.

وعلينا أن نجمع كل ما يواجه أبناءنا خارج الكنيسة، من أفكار وتيارات وحروب وشكوك ونقدم لهم ردودًا..

وتكون هذه أيضا مسئولية كنائسنا ومجلاتنا ومفكرينا، بل تكون هذه أيضا مسئولية كلياتنا الإكليريكية

هذا الجيل الذي نعيش فيه، يحتاج إلى اهتمام خاص بالإيمان. ويكفى كبرهان نظرة واحدة إلى المكتبات والمطبوعات.

وهو جيل لا تصلح له السطحية في التعليم، وإنما يجب إعداد المعلمين بعمق خاص في الفهم والمعرفة والدراسة.

وينبغي أن تكون للخدام دراسات مستمرة تنشط معلوماتهم، وتجعلها مناسبة لجيلهم Refreshing Courses.

كل عصر له أفكاره، وله الدراسات التي تناسبه. ولا يجوز أن يعيش الخدام في غير جيلهم، لا يشعرون بالحروب التي يتعرض لها أبناؤهم، بالشكوك الفكرية التي تهاجهم. وما أجمل قول الرسول: (كونوا مستعدين في كل في كل حين، لإجابة كل من يسألكم، عن سر الرجاء فيكم).

بقلم القديس البابا شنودة الثالث معلم الاجيال

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More